Thursday, December 17, 2015

وَقفَةُ تــأَمُّــل 175

حَدِيثُ الْيَوْم

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

وَقفَةُ تــأَمُّــل – 175

كيف كان العلم الشرعي سببا في رد فكر ضال

روى الإمام مسلم 282 قال حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي أَيُّوبَ

قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ : "كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي رَأْيٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ"

قَالَ : " فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ"

قَالَ فَقُلْتُ لَهُ :" يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ وَاللَّهُ يَقُولُ { إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} وَ { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}...فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ؟"

قَالَ فَقَالَ :" أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟" قُلْتُ :" نَعَمْ "

قَالَ : " فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام - يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ - ؟" قُلْتُ : " نَعَمْ "

قَالَ : " فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ قَالَ ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ قَالَ - وَأَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ قَالَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ - أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا" قَالَ : " يَعْنِي فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ" قَالَ : "فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ"

فَرَجَعْنَا قُلْنَا وَيْحَكُمْ أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعْنَا فَلَا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَوْ كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ

قال العلامة النووي – رحمه الله في شرح صحيح مسلم .. باختصار

( كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج ) معناه : لصق بشغاف قلبي وهو غلافه ، وأما رأي الخوارج فهو ما قدمناه مرات : أنهم يرون أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار ولا يخرج منها من دخلها .

قوله : ( فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس ) معناه : خرجنا من بلادنا ونحن جماعة كثيرة لنحج ثم نخرج على الناس مظهرين مذهب الخوارج وندعو إليه ونحث عليه .

قوله : ( غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار ) ( زعم ) هنا بمعنى : قال.

قوله : ( فيخرجون كأنهم عيدان السماسم )  وهو هذا السمسم المعروف الذي يستخرج منه الشيرج

قوله : ( فيخرجون كأنهم القراطيس )  القراطيس : جمع قرطاس بكسر القاف وضمها لغتان ، وهو : الصحيفة التي يكتب فيها ، شبههم بالقراطيس لشدة بياضهم بعد اغتسالهم وزوال ما كان عليهم من السواد . والله أعلم .

قوله : ( فقلنا ويحكم ؟ . أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يعني بالشيخ جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وهو استفهام إنكار وجحد أي : لا يظن به الكذب بلا شك .

قوله : ( فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد )  معناه : رجعنا من حجنا ولم نتعرض لرأي الخوارج ، بل كففنا عنه وتبنا منه إلا رجلا منا فإنه لم يوافقنا في الانكفاف عنه ،

قوله : ( أو كما قال أبو نعيم )  المراد بأبي نعيم : الفضل بن دكين ، وهو شيخ شيخ مسلم ، وهذا الذي فعله أدب معروف من آداب الرواة ، وهو أنه ينبغي للراوي إذا روى بالمعنى أن يقول عقب روايته : أو كما قال ، احتياطا..انتهى كلام النووي

 

قلت ... والخوارج فئة ضالة تكفر بالكبيرة ويزعمون –زورا- أن مرتكب الكبيرة من أهل الإسلام يخلد في النار...ويقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان...وأفضل طريقة لقتالهم والتصدي لهم هو إبطال فكرهم بالعلم الشرعي الأصيل كما كان من الصحابي الجليل – جابر رضي الله عنه فقد رد على الشبه بالعلم الشرعي الرصين..

والله أعلم

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment