Sunday, October 25, 2015

فضائل المسجد الأقصى و بيت المقدس 5

حديث اليوم

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

(فضائل المسجد الأقصى  و بيت المقدس 5)

قال الله تعالى : (وجلعنا ابنَ مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ). "قال الضحاك وقتادة: وهو بيت المقدس قال ابن كثير: وهو الأظهر".

عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قاَلَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أَوْ هَامَتِي(1) فَقَالَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ (2)قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ(3) الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ.

رواه أحمد 21449 والبيهقي 9-169 قال الحاكم 8427: هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه – وصححه الألباني في صحيح الجامع 13796

(1) الهامة : الرأس.. (2) أي حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان...(3) الدنو : الاقتراب

(مبحث في مضاعفة الصلاة في المسجد الأقصى لعلامة الشام الشيخ الألباني رحمه الله من كتاب الثمر المستطاب)

 

قال عليه الصلاة والسلام : ( صلاة في المسجد الحرام أفضل مما سواه من المساجد بمائة ألف صلاة ) هو من حديث أبي الدرداء مرفوعا أخرجه بهذا اللفظ ابن خزيمة في ( صحيحه ) كما في ( الترغيب ) وتمامه :

( وصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه وصلاة في مسجد بيت المقدس أفضل مما سواه من المساجد بخمسائة صلاة )

ورواه الطبراني في ( الكبير ) بنحوه قال الهيثمي :( ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن ) . وقال المنذري :( ورواه البزار وقال : إسناده حسن . كذا قال )

وفيه إشارة إلى أنه ليس كما قال البزار وقد نقل قوله هذا الحافظ أيضا في ( الفتح ) وأقره حيث لم يتعقبه بشيء فالله أعلم

وللحديث شواهد

قال عليه الصلاة والسلام : ( ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه قيل : أرأيت من لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه ؟ قال : فليهد إليه زيتا يسرج فيه فإن من أهدى له كمن صلى فيه )

الحديث من رواية ميمونة بنت سعد رضي الله عنها مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس . فقال : ( أرض المنشر والمحشر ائتوه . . . ) إلخ

أخرجه أحمد ( 6 / 463 ) وابن ماجه ( 1 / 429 - 430 ) من طريق عيسى ابن يونس قال : ثنا ثور عن زياد بن أبي سودة عن أخيه عثمان بن أبي سودة عنها

وهذا سند حسن أو صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير زياد بن أبي سودة وأخيه عثمان وهما ثقتان كما في ( التقريب ) وقد وثقهما ابن حبان وغيره وروى عن كل منهما جماعة من الثقات

وقد أورده الهيثمي ( 4 / 6 - 7 ) من طريق أبي يعلى وقال :  ( ورجاله ثقات )

وأما الذهبي فخالف حيث قال في ترجمة عثمان بن أبي سودة :  ( وثقة مروان الطاهري - كذا ولعل الصواب : الطاطري - وابن حبان . قلت : في النفس شيء من الاحتجاج به )

وقال في ترجمة أخيه زياد - وقد ساق له هذا الحديث - : ( هذا حديث منكر جدا . قال عبد الحق : ليس هذا الحديث بقوي وقال ابن القطان : زياد وعثمان ممن يجب التوقف عن روايتهما )

كذا قالوا ولم يذكروا حجتهم فيما إليه ذهبوا ولم أجد لهم في ذلك سلفا من المتقدمين من أهل الجرح والتعديل وقد علمت مما أوردنا أنهما ثقتان عند ابن حبان وغيره من المتقدمين والمتأخرين كالحافظ ابن حجر وشيخه الهيثمي وغيرهما ممن يأتي ولم يظهر لي وجه الحكم بالنكارة التي جزم بها عند ابن حبان وغيره من المتقدمين والمتأخرين كالحافظ ابن حجر وشيخه الذهبي ولذلك كله فإني أذهب - بعد أن استخرت الله تعالى - إلى أن الحديث قوي ثابت وأن من جرحه لا حجة معه

نعم قد رواه بعضهم فأعله فأخرجه أبو داود ( 1 / 75 ) ومن طريقه البيهقي ( 2 / 441 ) عن سعيد بن عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت . . . الحديث مختصرا وليس فيه أن الصلاة فيه كألف - وسيأتي لفظه في ( آداب المساجد ) - فأسقط سعيد بن عبد العزيز من الإسناد عثمان بن أبي سودة فصار بذلك منقطعا لكن سعيد بن عبد العزيز وإن كان ثقة إماما فقد كان اختلط في آخر عمره فهو غير حجة إذا خالف كما في هذه الرواية فإن ثورا - وهو ابن يزيد الحمصي - ثقة ثبت كما في ( التقريب ) وفي ( الخلاصة ) :  ( أحد الأثبات )

وقد وصله بذكر عثمان فيه وهي زيادة منه مقبولة حتى ولو كان مخالفه نده ومثيله كيف وقد علمت حاله كيف وقد خالفه أيضا معاوية بن صالح فرواه موصولا كرواية ثور بن يزيد كما ذكر الحافظ في ( الإصابة ) ولذلك قال التركماني في ( الجوهر النقي ) :  ( قلت : الحديث ليس بقوي كذا قال عبد الحق في ( أحكامه ) وكأن الحامل له على ذلك الاختلاف في إسناده فإن أبا داود أخرجه كما ذكره البيهقي وأخرجه ابن ماجه من حديث ثور بن يزيد عن زياد بن أبي سودة عن أخيه عثمان بن أبي سودة عن ميمونة ) . ولهذا قال صاحب ( الكمال ) :  ( روى زياد عن ميمونة وعن أخيه عنها وهو الصحيح ) . ولذلك قال في ( الزوائد ) :

( روى أبو داود بعضه وإسناد طريق ابن ماجه صحيح ورجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة عثمان بن أبي سودة كما صرح به ابن ماجة في طريقه كما ذكره صلاح الدين في ( المراسيل ) وقد ترك في أبي داود )

وبعد كتابة ما تقدم رجعت إلى ( المجموع ) للنووي وإذا به ذهب أيضا إلى تقوية الحديث حيث قال : ( 8 / 278 ) ما مختصره :

( رواه أحمد في ( مسنده ) بهذا اللفظ ورواه به أيضا ابن ماجه بإسناد لا بأس به ورواه أبو داود مختصرا بإسناد حسن )

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيهما أفضل : مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسجد بيت المقدس ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى وليوشكن أن يكون ( في الأصل : أن لا يكون ) للرجل مثل شطن ( هو الحبل ) فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال : خير من الدنيا وما فيها )

أخرجه الحاكم ( 4 / 509 ) من طريق الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الصامت عنه . وقال :  ( صحيح الإسناد ) . ووافقه الذهبي .. وهو كما قالا

وقد أخرجه الطبراني أيضا في ( الأوسط ) ورجاله رجال الصحيح كما في ( المجمع ) ( 4 / 7 ) . وقال المنذري ( 2 / 138 ) :  ( رواه البيهقي بإسناد لا بأس به وفي متنه غرابة )

وقد رواه ابن عساكر من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن عبد الله بن الصامت به . فأسقط بين قتادة وابن الصامت أبا الخليل والأصح إثباته واسمه صالح بن أبي مريم وهو ثقة من رجال الستة

قلت : ولعل وجه الغرابة أنه ثبت في حديث ميمونة المتقدم أن الصلاة في المسجد الأقصى بألف صلاة وفي حديث أبي الدرداء - الذي سبق ذكره في تخريج أول أحاديث المسجد - أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة وفي حديث أبي ذر هذا أن صلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام أفضل من أربع صلوات في المسجد الأقصى وهذا لا يتفق في معناه في الحديثين المشار إليهما فإنه يفيد أن فضل الصلاة فيه أربعة أضعاف الصلاة في الأقصى وينتج منه أن الصلاة في المسجد الأقصى على الربع من الصلاة في المسجد النبوي أي : بمائتين وخمسين صلاة . وهذه النتيجة لا تتفق مع ما ثبت في الأحاديث الكثيرة المتقدمة أن الصلاة في الأقصى بألف أو بخمسمائة

فيقال : إن الله سبحانه وتعالى جعل فضيلة الصلاة في الأقصى مائتين وخمسين صلاة أولا

ثم أوصلها إلى الخمسمائة

ثم إلى الألف

فضلا منه تعالى على عباده ورحمة .

والله تعالى أعلم بحقيقة الحال

قال ابن تيمية: "والعبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام, فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد الطواف بالكعبة, واستلام الركنين اليمانيين, وتقبيل الحجر الأسود".

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن ترزقنا الصلاة في مسجدنا الأقصى وأن تجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين

سلسلة فضائل المسجد الأقصى  و بيت المقدس : 12 3 4


http://hadeethalyoum.blogspot.com/

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة بعنوان

"حديث اليوم" إلى sho3ba@live.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

 

No comments:

Post a Comment