Tuesday, February 3, 2015

الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ

قصة الأسبوع (رقم 99) /14/04/1436هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ فَقَالَ :"اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ"

فَقَالَ :"مَا مَنَعَكَ؟!" قُلْتُ :"اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ" وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ"

فَقَالَ :"وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ "...."أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ:" وَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ"

فَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ أَخَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ -يَعْنِي الْخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ-

رواه البخاري  واللفظ له 5776-1920 ومسلم4009 – 4010

قال ابن حجر : أطلق عمر على الاشتغال بالتجارة لهوا لأنها ألهته عن طول ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمع غيره منه ما لم يسمعه ، وكان احتياج عمر إلى الخروج للسوق من أجل الكسب لعياله والتعفف عن الناس ، وأما أبو هريرة فكان وحده فلذلك أكثر ملازمته

---------------------------------

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا مُوسَى أَتَى بَابَ عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عُمَرُ :"وَاحِدَةٌ" ثُمَّ اسْتَأْذَنَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ عُمَرُ:" ثِنْتَانِ" ثُمَّ اسْتَأْذَنَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ عُمَرُ:" ثَلَاثٌ" ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَتْبَعَهُ فَرَدَّهُ فَقَالَ :"إِنْ كَانَ هَذَا شَيْئًا حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَا (1) وَإِلَّا فَلَأَجْعَلَنَّكَ عِظَةً"-وفي رواية: فَوَاللَّهِ لَأُوجِعَنَّ ظَهْرَكَ وَبَطْنَكَ" قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَتَانَا فَقَالَ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ" قَالَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ (2) قَالَ فَقُلْتُ :"أَتَاكُمْ أَخُوكُمْ الْمُسْلِمُ قَدْ أُفْزِعَ تَضْحَكُونَ انْطَلِقْ فَأَنَا شَرِيكُكَ فِي هَذِهِ الْعُقُوبَةِ" فَأَتَاهُ فَقَالَ :"هَذَا أَبُو سَعِيدٍ"

رواه مسلم 4007 – 4008

(1)             أي فهات البينة . (2) سبب ضحكهم التعجب من فزع أبي موسى وذعره وخوفه من العقوبة ، مع أنهم قد أمنوا أن يناله عقوبة أو غيرها لقوة حجته

---------------------------------

وفي رواية: قَالَ عُمَرُ :"إِنْ وَجَدَ بَيِّنَةً تَجِدُوهُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ عَشِيَّةً وَإِنْ لَمْ يَجِدْ بَيِّنَةً فَلَمْ تَجِدُوهُ" فَلَمَّا أَنْ جَاءَ بِالْعَشِيِّ وَجَدُوهُ قَالَ :"يَا أَبَا مُوسَى مَا تَقُولُ أَقَدْ وَجَدْتَ؟" قَالَ :"نَعَمْ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ" قَالَ :"عَدْلٌ" قَالَ:" يَا أَبَا الطُّفَيْلِ مَا يَقُولُ هَذَا؟" قَالَ :"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَلَا تَكُونَنَّ عَذَابًا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا سَمِعْتُ شَيْئًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَثَبَّتَ"

رواه مسلم 4010

قال النووي رحمه الله : قوله : ( لا يقوم معه إلا أصغر القوم ) فمعناه أن هذا حديث مشهور بيننا ، معروف لكبارنا وصغارنا ، حتى إن أصغرنا يحفظه ، وسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تعلق بهذا الحديث من يقول : لا يحتج بخبر الواحد ، وزعم أن عمر رضي الله عنه رد حديث أبي موسى هذا لكونه خبر واحد ، وهذا مذهب باطل ، وقد أجمع من يعتد به على الاحتجاج بخبر الواحد ووجوب العمل به ، ودلائله من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وسائر الصحابة ومن بعدهم أكثر من أن يحصر .

وأما قول عمر لأبي موسى : ( أقم عليه البينة ) فليس معناه رد خبر الواحد من حيث هو خبر واحد ، ولكن خاف عمر مسارعة الناس إلى القول على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتقول عليه بعض المبتدعين أو الكاذبين أو المنافقين ونحوهم ما لم يقل ، وأن كل من وقعت له قضية وضع فيها حديثا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى لا شكا في رواية أبي موسى ، فإنه عند عمر أجل من أن يظن به أن يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ، بل أراد زجر غيره بطريقه ، فإن من دون أبي موسى إذا رأى هذه القضية أو بلغته ، وكان في قلبه مرض ، أو أراد وضع حديث خاف من مثل قضية أبي موسى ، فامتنع من وضع الحديث والمسارعة إلى الرواية بغير يقين . ومما يدل على أن عمر لم يرد خبر أبي موسى لكونه خبر واحد أنه طلب منه إخبار رجل آخر حتى يعمل بالحديث ، ومعلوم أن خبر الاثنين خبر واحد ، وكذا ما زاد حتى يبلغ التواتر ، فما لم يبلغ التواتر فهو خبر واحد .

موقع حديث اليوم

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment