Sunday, February 15, 2015

جيش الخبط

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

قصة الأسبوع (رقم 100) /26/04/1436هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

(جيش  الخبط أو غَزْوَةُ سِيفِ الْبَحْرِ)

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ –وفي رواية: وَنَحْنُ ثَلَاثُ مِائَةِ- –وفي رواية: نَرْصُدُ عِيرَ قُرَيْشٍ– وَزَوَّدَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ- وفي رواية: وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ فَقَالَ :"عَسَى اللَّهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ" - وَأُمِّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا –وفي رواية: حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ  (1) - وَكُنَّا نَضْرِبُ بِعِصِيِّنَا الْخَبَطَ ثُمَّ نَبُلُّهُ بِالْمَاءِ فَنَأْكُلُهُ - فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ جَيْشَ الْخَبَطِ–فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ الْجَيْشِ فَجُمِعَ فَكَانَ مِزْوَدَ(يْ) (2) تَمْرٍ فَكَانَ يَقُوتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلٌ قَلِيلٌ حَتَّى فَنِيَ فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ فَقُلْتُ-أي وَهْب بْن كَيْسَانَ-: مَا تُغْنِي عَنْكُمْ تَمْرَةٌ؟ فَقَالَ - نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبِيُّ ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنْ الْمَاءِ فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلَى اللَّيْلِ - لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ

وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ - فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ (3) فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً (4)-

فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ نَرَ مِثْلَهُ - كَهَيْئَةِ الْكَثِيبِ (5) الضَّخْمِ- يُقَالُ لَهُ الْعَنْبَرُ - قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَيْتَةٌ ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ اضْطُرِرْتُمْ فَكُلُوا (6)- ..-وفي رواية: فَأَوْرَيْنَا (7) عَلَى شِقِّهَا النَّارَ فَاطَّبَخْنَا وَاشْتَوَيْنَا- ..- فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ–- فَأَقَمْنَا عَلَيْهِ (شَهْرًا) حَتَّى سَمِنَّا....قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقْبِ عَيْنِهِ بِالْقِلَالِ الدُّهْنَ وَنَقْتَطِعُ مِنْهُ الْفِدَرَ (8)كَالثَّوْرِ أَوْ كَقَدْرِ الثَّوْرِ -وفي رواية: وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهِ (9)حَتَّى ثَابَتْ (10) إِلَيْنَا أَجْسَامُنَا-فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ

–وفي رواية: فَعَمَدَ إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ مَعَهُ-–وفي رواية: وَبَعِير- فَمَرَّ تَحْتَهُ- (وفي رواية: دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ وَأَعْظَمِ كِفْلٍ (11)فِي الرَّكْبِ فَدَخَلَ تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئُ رَأْسَهُ)- وفي رواية: فَلَقَدْ أَخَذَ مِنَّا أَبُو عُبَيْدَةَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَقْعَدَهُمْ فِي وَقْبِ عَيْنِهِ(12).

فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :"كُلُوا رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ فَأَكَلَهُ(13)"

الأسود:متفق عليه

الأحمر:من رواية البخاري

الأخضر:من رواية مسلم

" شرح صحيح مسلم للنووي وشرح صحيح البخاري لابن حجر"

1. (الخبط) هو ورق السمر وسمي بذلك لأنه يخبط بالعصي.

2. قال القاضي : الجمع بين هذه الروايات أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم زودهم المزود زائدا على ما كان معهم من الزاد من أموالهم وغيرها مما واساهم به الصحابة.

3. (سيف البحر) بكسر السين وإسكان المثناة تحت هو ساحله

4. (زخر) أي علا موجه

5.  (الكثيب) وهو الرمل المستطيل المحدودب .

6. معنى الحديث : أن أبا عبيدة - رضي الله عنه - قال أولا باجتهاده : إن هذا ميتة والميتة حرام ، فلا يحل لكم أكلها ، ثم تغير اجتهاده فقال : بل هو حلال لكم وإن كان ميتة ؛ لأنكم في سبيل الله ، وقد اضطررتم ، وقد أباح الله تعالى الميتة لمن كان مضطرا غير باغ ولا عاد فكلوا فأكلوا منه .وفيه : جواز الاجتهاد في الأحكام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يجوز بعده.

7. ( أورينا) أي أوقدنا .

8. ( الفدر ) بكسر الفاء وفتح الدال هي القطع.

9. ( الوَدَك ) الدسم أو الدهن أو الشحم.

10.                  ( حتى ثابت ) أي رجعت ، وفيه إشارة إلى أنهم أصابهم هزال من الجوع السابق .

11.                  ( الكفل ) قال الجمهور : والمراد بالكفل هنا الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط ، فيحفظ الراكب ، قال الهروي : قال الأزهري : ومنه اشتقاق قوله تعالى : { يؤتكم كفلين من رحمته } أي نصيبين يحفظانكم من الهلكة ، كما يحفظ الكفل الراكب .

12.                  ( الوقب ) وهو داخل عينه ونقرتها.

13.                  وأما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من لحمه وأكله ذلك ، فإنما أراد به المبالغة في تطييب نفوسهم في حله ، وأنه لا شك في إباحته ، وأنه يرتضيه لنفسه أو أنه قصد التبرك به لكونه طعمة من الله تعالى ، خارقة للعادة أكرمهم الله بها . وفي هذا دليل على أنه لا بأس بسؤال الإنسان من مال صاحبه ومتاعه إدلالا عليه ، وليس هو من السؤال المنهي عنه ، إنما ذاك في حق الأجانب للتمول ونحوه ، وأما هذه فللمؤانسة والملاطفة والإدلال . وفيه : أنه يستحب للمفتي أن يتعاطى بعض المباحات التي يشك فيها المستفتي إذا لم يكن فيه مشقة على المفتي ، وكان فيه طمأنينة للمستفتي . وفيه : إباحة ميتات البحر كلها سواء في ذلك ما مات بنفسه أو باصطياد قال تعالى: قوله تعالى : { أحل لكم صيد البحر وطعامه }

Sho3ba@live.com

No comments:

Post a Comment