Saturday, September 29, 2012

أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ

حَدِيثُ الْيَوْم /13/ذي القعدة/1433هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

وَقفَةُ تــأَمُّــل – 53

سُبْحَانَ اللَّهِ أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ

في مسند الإمام أحمد 15100: عن التنوخي رسول هرقل :أن هرقل كتب إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار؟ فقال النبي  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ"

وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (5/15): "هذا حديث غريب تفرد به أحمد وإسناده لا بأس به"

قال الهيثمي في مجمع الزوائد(3/499): رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى ورجال أبي يعلى ثقات ورجال عبد الله بن أحمد كذلك

والتنوخي:كان كافراً حين لقي النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويضربُ علماءُ الحديث هذا الحديث مثلاً للمرسل المتصل، وهو فيمن لقي في حال كفره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه شيئاً، ثم أسلم بعد وفاته، وحدث بما سمعه، فإنه مع كونه تابعيا محكومٌ لما سمعه بالاتصال لا الإرسال.

و للعلم قد ضعف هذا الحديث الألباني 3227 في ضعيف الجامع

وقال الألباني: و قد تكلم عليه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على " تفسير ابن جرير "

( 7 / 209 - 210 ) و أطال النفس و أجاد ، جزاه الله خيرا

فالخلاصة: الحديث فيه ضعف وقد حسنه وجود إسناده البعض..لكن أعجبني كلام ابن كثير في شرحه فإليكموه

قال ابن كثير في كتابه "تفسير القران العظيم" في تفسير "آل عمران آية 133

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

وهذا يحتمل معنيين:

أحدهما: أن يكون المعنى في ذلك: أنه لا يلزم من عدم مشاهدتنا الليل إذا جاء النهار ألا يكون في مكان، وإن كنا لا نعلمه، وكذلك النار تكون حيث يشاء الله عز وجل، وهذا  أظهر

الثاني: أن يكون المعنى: أن النهار إذا تغشى وجه العالم من هذا الجانب، فإن الليل يكون من الجانب الآخر، فكذلك الجنة في أعلى عليين فوق السماوات تحت العرش، وعرضها كما قال الله، عز وجل: { كعرض السماء والأرض } [الحديد:21] والنار في أسفل سافلين. فلا تنافي بين كونها كعرض السماوات والأرض، وبين وجود النار، والله أعلم.

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment