Thursday, January 19, 2012

زخرفة المساجد

حَدِيثُ الْيَوْم 25/02/1433هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

سلسلة : أشراط الساعة الصغرى   الحلقة 40

أشراط الساعة الصغرى-16

(زخرفة المساجد والتباهي بها)

 

روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)).(1)

وفي رواية للنسائي وابن خزيمة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد)).(2)

 

قال البخاري: (قال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلاً, فالتباهي بها العناية بزخرفتها).(3)

قال ابن عباس: (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى).(4)

 

وقد نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن زخرفة المساجد لأن ذلك يشغل الناس عن صلاتهم. وقال عندما أمر بتجديد المسجد النبوي (أكِنَّ الناسَ من المطر, وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس).(5)

ورحم الله عمر فإن الناس لم يأخذوا بوصيته, ولم يقتصروا على التحمير والتصفير، بل تعدوا ذلك إلى نقش المساجد كما ينقش الثوب، وتباهى الملوك والخلفاء في بناء المساجد وتزويقها حتى أتوا في ذلك بالعجب, ولا زالت هذه المساجد قائمة حتى الآن كما في الشام ومصر وبلاد المغرب والأندلس وغيرها، وحتى الآن لا يزال المسلمون يتباهون في زخرفة المساجد.

 

ولا شك أن زخرفة المساجد علامة على الترف والتبذير، وعمارتها إنما تكون بالطاعة والذكر فيها, ويكفي الناس ما يكنهم من الحر والقر والمطر، وقد جاء الوعيد بالدمار إذا زخرفت المساجد وحُلّيَتِ المصاحف, عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا زخرفتم مساجدكم, وحُلّيَتم مصاحفكم, فالدمار عليكم)(6)

قال المناوي: (فزخرفة المساجد, وتحلية المصاحف منهي عنها, لأن ذلك يشغل القلب, ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله تعالى ... إلخ).(7)

(1)  رواه أحمد (3/134) (12402)، ورواه أبو داود (449) وسكت عنه. وصحح إسناده عبدالحق الإشبيلي في ((الأحكام الصغرى)) (181) كما أشار إلى ذلك في المقدمة، وصححه النووي في ((الخلاصة)) (1/305)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (114).

(2) رواه النسائي (2/32)، ابن خزيمة (2/282) (1323). والحديث حسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (1/336) كما قال ذلك في المقدمة، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)).

(3) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (446)، ووصله أبو يعلى في مسنده (5/199) (2817)، وانظر ((تغليق التعليق)) لابن حجر (2/236).

(4) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (446)، ووصله ابن حجر في ((تغليق التعليق)) (2/238).

(5) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (446).

(6) رواه الحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)) (3/256). وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (585).

(7) ((فيض القدير)) (1/367).

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment