Thursday, September 29, 2011

قَطعُ الأَرحَام وَسُوءُ الجــِوَارِ وَظُهُورُ الفَسَادِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم 02/ 11 /1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

 

سلسلة : أشراط الساعة   الحلقة 30

(قَطعُ الأَرحَام وَسُوءُ الجــِوَارِ وَظُهُورُ الفَسَادِ)

---------------------------

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَاحُشُ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ."

أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 10 / 26 - 31 ) وقال أحمد شاكر : صحيح ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ( 1 / 75 ) وقال : هذا حديث صحيح .

---------------------------

(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب

(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل

---------------------------

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

Wednesday, September 28, 2011

الصلح بين المتخاصمين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم /01/11/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

(وَقفَةُ تــأَمُّــل -11)

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ   قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟!"

قَالُوا :"بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ:" إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ"رواه أبوداود 4273 والترمذي 2433 وصححه الألباني صحيح الجامع 4360

---------------------------

(عون المعبود شرح سنن أبي داود)

الحالقة: هي الخصلة التي من شأنها أن تحلق الدين وتستأصله كما يستأصل الموسى الشعر.

في الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها ، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين ، وفساد ذات البين ثلمة في الدين فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه

---------------------------

متابعي حديث اليوم .... الأفاضل

أهديكم هذا المقطع القصير جدا (7 دقائق) بعنوان نصيحة من القلب في الصلح بين المتخاصمين

لفضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله (عضو هيئة كبار العلماء)

اضغط هنا

---------------------------

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

نصيحة من القلب في الصلح بين المتخاصمين الشيخ الشنقيطي

نُشهد الإله على حب الرحمة المُهداة عليه أزكى صلاة اللَه

عقوق الوالدين 12

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم /01/11/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

سلسلة : الكبائر (أعاذنا الله منها)   الحلقة 25

(الكبيرة الثالثة: عقوق الوالدين - 12)

---------------------------

شَـهـِدََ ابنُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً يَمَانِيّاً يَطُوفُ بالبيت ، حَمَلَ أُمَّهُ وَرَاءَ ظَهرِه ،

يَقُولُ :  إِنــّي لَهَا بَعيرُهَا المُذَلّل ....إِن أُذعِرَت رِكَابُهَا لَم أُذعَر .

ثم قال : يَا ابنَ عُمَر أَتَرَانِي جَزَيتــُهَا ؟.. قَالَ : لا ، وَلا بِزَفرَة ٍوَاحِدَة

رواه البخاري في الأدب المفرد 11 والفاكهي في أخبار مكة 614 قال الألباني: صحيح الإسناد.

---------------------------

الذعر : الفزع والخوف الشديد

الزفير : وهو تردد النفس حتى تختلف الأضلاع ، وهذا يعرض للمرأة عند الولادة

---------------------------

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

Tuesday, September 27, 2011

ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم /29/شوال/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

قصة الأسبوع (رقم 41)---‏( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ)

---------------------------

عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ{ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ}

فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ"

رواه البخاري 3151 ورواه مسلم 5330

) معاني المفردات(

حِطَّةٌ : أي احطط عنا خطايانا ......أَسْتَاهِهِمْ : أدبارهم

)تفاصيل القصة(

عجيبٌ أمر أمة بني إسرائيل ، فكم أنعم الله عليهم من النعم المتتالية ، فأنجاهم من العذاب المهين ، وحماهم من استباحة دمائهم وأموالهم ، وأغرق خصمهم اللدود ( فرعون وجنوده ) في لجّة البحر ، وأمدّهم بالأرزاق والأقوات ، ومكّن لهم في الأرض ، ونصرهم على أعدائهم ، وأورثهم أرضهم وديارهم ، ثم إذا بهم يقابلون الإحسان بالإساءة ، والنعم بالجحود ، والصفح والغفران ، بالتمادي والطغيان .

وما القصّة التي بين أيدينا إلا مثالٌ حي على حقيقة هؤلاء القوم ، فهي صفحة سوداء من سجّلاتهم القذرة ، ذكرها لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تحذيراً من أخطارهم وبياناً لحقيقتهم

ولنرجع إلى الوراء قليلاً حتى نفهم ملابسات هذه القصّة ، فبعد نجاة قوم موسى عليه السلام من فرعون ، أمرهم الله بدخول الأرض المقدّسة ووعدهم بالنصر ، فامتنعوا من الدخول وردّوا قائلين : { قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } ( المائدة : 24 ) ، فباؤوا بغضب من الله ، وعوقبوا بالتشريد والضياع مدّة أربعين سنة .

وبعد مرور فترة العذاب ، وخروجهم من التيه ، أمر الله نبيّه يوشع بن نون عليه السلام باستئناف القتال لفتح الأراضي المقدّسة وهزيمة أهلها ، فجمع يوشع عليه السلام من تبقّى من قومه وقاتل بهم أربعة أيام ، حتى تحقّق لهم النصر ، ومنّ الله عليهم بالفتح .

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، أوحى الله إلى نبيّه يوشع عليه السلام بدخول الأرض المقدّسة من بابها دخول الفاتحين المتواضعين لله ، الشاكرين له على نعمه وأفضاله ، الخاضعين له في ساعة النصر والاستعلاء .

كما جاء الأمر الإلهي لقوم يوشع عليه السلام أن يدخلوا المدينة سجّداً لله ، مستغفرين له على ما كان منهم من الذنوب ، نادمين على امتناعهم من القتال في المعركة الأولى – في عهد موسى عليه السلام  ، مع وعدٍ إلهي بالإحسان ، والإنعام بإباحة خيرات تلك البقاع ، قال الله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ } البقرة : 58،وقال تعالى : { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ } الأعراف : 161

لكنّ قوم السوء خالفوا ما أُمروا به من القول والفعل ، وكانت استجابتهم لما طُلب منهم على صورةٍ تُوحي بدناءة أخلاقهم وقلّة حيائهم وفساد باطنهم ، فبدلاً من السجود لله إذا بهم يدخلون المدينة زحفاً على أدبارهم ، وبدلاً من قول (حِطّة) كما أمرهم الله إذا بهم يقولوا : ( حِنطة : حبّة في شعرة ) ، وهذا غاية السوء والاستخفاف بمقام الله تعالى .

ولم يجنوا من هذه الفعلة القبيحة والقول الشنيع سوى أن استوجبوا غضب الله ونقمته ، فأنزل عليهم عذاباً من السماء جزاءً لهم على فسقهم وضلالهم ، عدا ما ينتظرهم يوم القيامة من نكال الجحيم .

---------------------------

)وقفات مع القصّة(

أهم ما يُشار إليه هنا ، وهو المحور الذي تدور حوله القصّة ، بيان عظم وزر من يبدلّ كلام الله ويستخفّ بمقامه ، ويقابل أوامره بالسخرية والاستهزاء ، وفرقٌ بين من يعصي الله عز وجل وهو مقرٌ بذنبه ، مستشعرٌ لقبيح جُرمه ، وبين من يجاهر بالمعصية عتوّاً وطغياناً ، واستعلاءًً وغطرسة .

وفي قوله الله تعالى :( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) البقرة : 59  دلالةٌ على أن تلك المعصية لم تصدر من الجميع ، بل كان في القوم أناسٌ صالحون ، لم يشملهم العذاب لقيامهم بواجبهم من إنكار المنكر ، قال تعالى : { وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف: 159

وفيما يتعلّق بنوع العذاب الذي عوقبوا به فقد اختلف العلماء في تقديره ، فقال بعضهم : الغضب من الله ، وقال آخرون : هو الطاعون ، واستدلّوا بقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : (إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أَوْ بَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ أُنَاسٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) رواه مسلم4113، ولا دلالة واضحة للنصوص والآثار على تعيين المقصود ، ومهما كان نوع العذاب فلا شكّ أنه كان شديداً يتناسب مع عظم الجرم الذي قاموا به .

وتدلّ القصّة على ما يجب أن يكون عليه سلوك الفاتحين من التواضع لله وعدم الاستعلاء والاستكبار ، كما هو شأن نبينا – صلى الله عليه وسلم – عندما دخل مكّة خافضاً رأسه حتى إن ذقنه يكاد أن يمسّ راحلته .

وسياق القصّة يدلّ على أن ما أُبيح لقوم يوشع عليه السلام من الغنيمة كان بعض خيرات المدينة من الطعام والمأوى ، وإلا فقد جاء في حديث آخر أنّ ما غنموه في المعركة من سلاح وعتاد لم يكن في أيديهم ، بل أرسل الله له ناراً من السماء فأحرقته ،  ثم أُحل لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – من الغنائم ما لم يحل لأحد قبلهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : (فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَطَيَّبَهَ لَنَا) رواه مسلم 3287 .

---------------------------

وأخيراً فأمّة اليهود تاريخها واحدٌ ، قديمه كحديثه ، ووسطه كطرفيه ، سلسلة لا تنتهي من أنواع التمرّد والعصيان ، نسأل الله تعالى أن يجنّبنا شرّهم ، ويقينا مكرهم ، وينصرنا عليهم.

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

http://hadeethalyoum.blogspot.com/

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

Monday, September 26, 2011

الأَسرَارُ وَالخَفَايَا فِي بَليغِ الشـَّبَهِ بَـينَ الـمُؤمِنِ والـمَرَايا

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم / 28 /10/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

الأَسرَارُ وَالخَفَايَا فِي بَليغِ الشـَّبَهِ بَـينَ الـمُؤمِنِ والـمَرَايا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ :"الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ"

رواه أبوداود 4272 واللفظ له والترمذي 1852 والبيهقي في الكبرى8/167 والطبراني في الأوسط 2203 ومسند الشهاب 118 وحسنه ابن حجر والألباني

---------------------------

1.    المرآة صافية نقية لامعة صادقة فيما تخبر به.. وهكذا المؤمن لابد أن يكون مخلصا لله في نصحه صادقًا مع نفسه ومع المنصوح لا يريد منه إلا أن يرجع لربه وأن يتخلص من نقائصه.

2.     كلاهما صادق امين لا يخادع صاحبه ولا يكذب. لا يجتمع كذب وإيمان في قلب مؤمن قال تعالى:" إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" (105 النحل)

3.      كلاهما حساس ورقيق يحتاج من صاحبة المعاملة برفق. عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ :(إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ) رواه البخاري 6415 ومسلم 4697

4.      كلاهما ترتفع قيمتهما و مقدارهما على قدر ما فيهما من الصفاء و النقاء. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ :( النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا) رواه مسلم 4774

5.    كلاهما لا غنى عنهما لمن اراد النصح و الاسترشاد(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:" بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  عَلَى َالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ." رواه البخاري 493 ومسلم 83 قال عمر:" رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي"..

6.    كلاهما يرى من صاحبه ما لا يراه من نفسه ( عيوبها و جمالها ). – فالمسلم الناصح  يثنى على المنصوح  بما هو أهله.. ثم يوضح له ما أراد من نصح ليهون عليه قبول النصيحة.

7.    كلاهما يسر لصاحبه بعيوب نفسه ليصلحها(من نصح في السر صان وزان ومن نصح في العلانية خان وشان).. ولقد كان النبي(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) إذا أراد أن ينصح قال:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ"  قال الشافعي:

تغمدني بنصحك في انفرادٍ .......وجَنــّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوعٌ .......مِنَ التوبيخ لا أرضى استماعه

8.    كلاهما يحتاج من صاحبه العناية و المتابعة(فالمسلم يتفقد أخاه ولا يُسلِمُه للشيطان).. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَقُولُ :"....فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ" رواه أبوداود 460 والنسائي 838 وحسنه الألباني

9.    كلاهما يمدح صاحبه على الشيء الحسن ويحثه على التمسك به... عَنْ حَفْصَة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ:" نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ." رواه البخاري 1054 ومسلم 4528

10.                    كلاهما إن كسرته لا يعود لحالته الأصلية و قد لا يصلح فيه الترميم و وقد تفقده للأبد قال تعالى:" وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53 الإسراء)...وجرح اللسان أقوى من جرح الســِّنان

11.                       كلاهما صافي نقي تظهر فيه أقل شائبة قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  :(حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا (.لمراجعة الحديث: اضغط هنا

12.                       كلاهما صاحب أدب عال وخلق سمح.... فالمرآة تدلك على الخطأ دون أدنى كلمة ودون تعنيف أو توبيخ وكذلك المسلم عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ يَصِفُ تَعلِيمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  :"فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي....."رواه مسلم 836

13.                       كلاهما لا يُهوّل ولا يُقلّل ينقل الحقيقة كما هي لا يصغر الكبير ولا يكبر الصغير.قال تعالى:"وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8الرحمن)"

14.                       كلاها كلما اقتربت منه استفدت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ:" الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ." رواه أبوداود 4193 والترمذي 2300 وحسنه الألباني

15.                       كلاهما يحاول أن يعطيك مع الخطأ الحل لهذا الخطأ..فالمرآة ترشدك إلى زَرِّ القميص أو ترجيل الشعر وكذلك المسلم...قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  لبلال:".... أَوَّهْ أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعْ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ" رواه البخاري 2145 ومسلم 2985

16. المرآة لا يكاد يخلو منها بيت فكذلك رفيق الطاعة (المؤمن) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ:" الْمُؤْمِنُ مُؤْلَفٌ وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ." رواه أحمد 8831 وصححه الألباني

17. كلاها  يستر ما رأى من العيوب عند المفارقة والمغادرة والوداع...عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  :"مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ."رواه البخاري 2262 ومسلم 4677 وفي رواية :" وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"رواه مسلم 4867

18.                       المرآة لا تغتاب ولا تنم ولا تنشر الأخطاء في الجرائد فليست هذه سيما المؤمن..

19.                       كلاهما تزداد كمالا بالنظر إليه فالمؤمن بطاعاته أسوة والمرآة بتوجيهها أسوة... وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74 الفرقان) والإمام : هو الأسوة المتبع في الأقوال والأفعال

20. كلاهما يعرف متى ينصح..فالمرآة لا تلجأ إليها إلى قبيل الظهور أمام الناس أو الخروج من المنزل فلا تنصح كل حين وإلا أدى ذلك للملالة والسآمة.. عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا"رواه البخاري 66 ومسلم 5047

21. المرآة لا تتدخل في الباطن والسرائر ولكن تُـــقــَوِّمُ الظاهر عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  :" إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ." رواه البخاري 4004 ومسلم 1763

22.                    كلاهما بيقى باذلا للنصح إلى آخر عمره امتثل الناس أم لا...فهذه وظيفة المسلم أن يسعى لتعبيد الناس لرب الناس وينصح لهم ويأمر بالمعروف شعاره (سأبذر حبي والحصاد على الربَّ)

23.                       كلاهما لا يستحي من الحق فالمرآة تظهر العيب كله ولا تجامل على حساب الحق وكذلك المؤمن ومعلوم أنّ الحق يضيع بين الحياء والكبر

24. كلاهما شجاع جرئ ( لا يخشى النقمة عند اظهار العيوب ) َقَالَ أَبُو ذَرٍّ:لَوْ وَضَعْتُمْ الصَّمْصَامَةَ- أي السيف الصارم الذي لا ينثني - عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا...البخاري(بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ)

25.                       أنّ المرآة تٌحمَل مع صاحبها أينما أراد.. وهكذا الناصح لا يستكبر أن يذهب للمنصوح لمجلسهم أو بيوتهم لعلهم يستجيب...عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال :"ذُكِرَ لرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  صَوْمِي-أنّه يصوم ولا يفطر- فَدَخَلَ عَلَيَّ فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَجَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ فَقَالَ:"...لَا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام شَطْرَ الدَّهَرِ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا"رواه البخاري 1844 ومسلم 1971..... وعن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ وَالْمُسْلِمِينَ فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ..." رواه البخاري 4200 ومسلم 3356

26.                       المرآة ذكية في إظهار العيب حيث تظهر شبها بداخلها يظهر عليه العيب، ولا تشير مباشرة على صاحبها.. وهكذا المؤمن يريد إصلاح ما يرى ولو اصطنع أن الخطأ عنده هو مراعاة لشعور الآخرين. وما أجمل ما فعله الحسن والحسين(رضي الله عنهما) لمّا رأيا رجلا لا يحسن الوضوء.. فقالا له: يا عم إن أحدنا لا يحسن الوضوء فهلا توضأنا أمامك كي تحكم بيننا فلما توضئا أمامه قال لهما: والله إنكما لتحسنان الوضوء وأنا الذي لا أحسن الوضوء.

27.                    كلاهما عزيز النفس كريم .لا ينتظر عطية عند المدح و اظهار المحاسن قال تعالى:" قُل ْمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87ص)"

28.                       المرآة لو كانت مشوهة أو بها كسر لما استطاعت النصح كذلك النّاصح عليه أن يمتثل ما ينصح به.. قال أبو الأسود الدؤلي :
يا أيها الرجل الـمُعَلّم غَيره................هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السِّـقَام وذي.........الضنى كيما يصح به و أنت سقيم
وأراك تـُصلِحُ بالرشاد عقولنا............نصحا و أنت من الرشاد عديم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها..............فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنه عن خلق و تأتيَ مِثلـَه...............عار عليك إذا فعلت عظيم

---------------------------

جزى الله خيراً الأخوة الذين بعثوا بأوجه شبهٍ رائعة ومشاركةٍ مُبَارَكَة في تدبّر هذا الحديث النبوي

في الختام لا أملك إلا أن أقول ما شاء الله ما شاء الله ولو تأملنا أكثر لاستخرجنا أكثر

فعن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ".. رواه البخاري 6496 رواه مسلم 815

أخوكم..أبوسهل أحمد عثمان (شعبة)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

---------------------------

 

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"